علاء حسانين «اللي فيه يجيبه فيك».. «الدستور» تنشر الملف الأسود لنائب «الجن والعفاريت» الذي يشوه رجال الأعمال للنجاة من السجن
وخرج حسانين من الحبس بكفالة 100 ألف جنيه على ذمة القضية، إلا أنه قبل الخروج حاول أن يهيل بالتراب على رجال الأعمال، متهمًا إياهم بطلب «تحويل التراب إلى الذهب» بمساعدة الجن والعفاريت، في محاولة منه لإلصاق تهمته بهم لتشويههم بغرض النجاة من السجن.
سذاجة روّاد مواقع التواصل الاجتماعي دفعتهم إلى تصديق ما يقال، وترويجه من باب السخرية، وركّزوا على رجل الأعمال حسن راتب، مالك قناة المحور، في محاولة لاستهدافه، لكن التحقيقات أشارت إلى ادّعاء حسانين على مجموعة رجال أعمال أخرى، ستكشف أسماؤهم التحقيقات حين نشرها.
وتشير مصادر قضائية، إلى أن خروج حسانين من الحبس ليس نهائيًا، فهو لا يزال على ذمة القضية، ومن المتوقع إحالته لمحكمة الجنح بتهمة النصب على رجال الأعمال، خاصة بعدما قدم راتب دعوى قضائية بحقه اليوم لجهاز الكسب غير المشروع.
لدى حسانين ملف أسود ممتدّ منذ عمله بالسحر والشعوذة ثم انتماءه للحزب الوطني حتى عودته إلى الساحة الإعلامية الآن بلا داعٍ.. تنشره «الدستور».
«تفاخر النائب بالشعوذة على الفضائيات»
يخرج على الشاشات الفضائية، يدّعي أنه صديق ملك الجن، وأن أي حالة من حالات المس لم تستغرق في يديه أكثر من 10 دقائق، وبكثرة أحاديثه عن الجن والشعوذة، تستطيع أن تجزم بأنك أمام نصاب محترف، يستطيع إقناع المشاهير بأكاذيب كثيرة، كل في مجاله، ففي دقيقة واحدة يستطيع النصب على رجل أعمال بزعم وجود "بيزنس" بينهما، بينما تجده يدخل إلى الفنانين من ناحية أخرى وهي عدم إصابتهم بأذى يؤثر على مظهرهم.
«متى بدأت قصته مع الجن»
حكاية علاء حسانين، وعلاقته بالجن بدأت منذ 25 عاما -حسبما قال فى تصريحات صحفية لجريدة خليجية- موضحًا "عندما توفى والدى كنت حزينا جدا، وواظبت على قراءة سورة ياسين بشكل متواصل لمدة 70 يوما، وفجأة اهتزت الأرض حولى وخرج لى الجان وتحدثوا معى، وقالوا أنهم معجبين بيا، ومنذ هذا الوقت وهناك عقود ومواثيق بينى وبينهم، وبيساعدونى فى محاربة الجن المؤذى الكافر". «تكوين ثروة طائلة من خلال النصب» «إذا لم أكن سباغ فلابد أن أكون سباغا.. ومقام سيدى الكتانونى لألعب بالبيضة والحجر.. الدجل هو اللعب بأمال ورغبات الناس.. وَيْل للعالم لو انحرف المتعلمون وتبهيظ المثقفون».. كان هذا هو مبدأ أحمد زكي في فيلم "البيضة والحجر"، لكن النائب علاء حسانين يبدو أنه كان متابعًا جيدًا لكل شيء يخص العفاريت والدجل، حيث اتخذ من هذه الكلمات شعارًا له، وكوّن من خلالها ثروة طائلة، عقب نصبه على المواطنين بإمكانيته تنفيذ أي شيء مهما بلغت صعوبته.
ظلّ علاء حسانين يحاول التقرب لنظام الحزب الوطني سنوات طويلة، عن طريق ذبح المواشي أمام مواكب الوزراء، ويطبع قبلات على رأس كمال الشاذلي كلما دخل البرلمان، لكن الحزب الوطنى تخلص منه فى انتخابات عام 2010، وعندما حاول علاء حسانين العودة إلى السياسة فشل، وقرر البدء في قصة العلاج الروحاني وأسّس صفحة لاستخراج الأعمال السفلية والسحر، واجتذب البسطاء، والمرضى النفسيين الذين يحتاجون علاجا ليوهمهم بقدرته على شفائهم، ثم فى النهاية يظهر من جديد ليبدو وكأنه قد سأم من لعبة "المعالج الروحانى" فهى لم تكن النشاط الأساسى، ليظهر من جديد. «الشعوذة الرياضية تثبت كذب حسانين» وصلت شعوذة حسانين إلى ملاعب الكرة، ففي الفترة التي كان نادي الزمالك يخسر فيها خسائر متعددة –تحديدًا في نهاية العام الماضي- رافق علاء حسانين بعثة فريق نادي الزمالك في رحلتهم للمغرب للقاء نادى الوداد فى دور الأبطال الأفريقى، بزعم إحباط أي أعمال سحر وشعوذة من قِبل السحرة المغاربة، وهناك، التقط علاء حسانين الصور مع الجهاز الفني وعدد من اللاعبين، إلا أن شعوذة حسانين لم تؤتِ بثمارها، حيث خسر الزمالك المباراة (5-2 ) لصالح الوداد، ليعقب ذلك خروج نادي الزمالك من دوري أبطال أفريقيا. «حسن راتب يتقدم ببلاغ ضده»
لم يخف على أحد عمليات النصب التي ارتكبها حسانين على رجال الأعمال من قبل، لكن كل منهم كان يخشى أن يُقدّم بلاغًا للنائب العام؛ خوفًا من شهرته، إلى أن جاء رجل الأعمال حسن راتب واستطاع الثأر لرجال الأعمال السابقين؛ حيث قدّم بلاغًا رسميًا يتهم فيه حسانين بالنصب والاحتيال؛ لاستيلائه على 3 ملايين دولار دون وجه حق، وبالفعل أمرت النيابة بضبط وإحضار النائب المشعوذ علاء حسانين، وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، لتتوالى بعد ذلك بلاغات مقدمة من رجال أعمال آخرين نُصب عليهم لكنهم كانوا يخشون تقديم بلاغ. «جهل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلومات» عقب حبس علاء حسانين، سخر روّاد مواقع التواصل الاجتماعي –عن جهل بالمعلومات- من نصب نائب العفاريت على رجل الأعمال حسن راتب، قائلين إن الأخير كان يريد أن يحوّل له التراب إلى ذهب، ويكشف هذا الحديث عن سذاجة وجهل، حيث أشارت تحقيقات النيابة إلى وجود قصص نصب على رجال الأعمال من قبل، بدعوى وجود بيزنس بينهما، ما يكشف عن الطريقة التي يتبعها حسانين للإيقاع برجال الأعمال في فخ النصب والاستيلاء على ملايين الجنيهات كذبًا وزورًا. ولم يكن الإفراج عنه اليوم إجراءً يعني برائته، فهو إجراء عادي تتخذه النيابة لحين جمع الأدلة اللازمة التي قد تقوده لأحكام مشددة، عقب خروج ما جاء في التحقيقات إلى النور، قريبًا. «حسن راتب يثبت كذب علاء حسانين» تقدّم رجل الأعمال حسن راتب، أمس، ببلاغ إلى جهاز الكسب غير المشروع، حمل رقم 3713 لسنة 2017، وطبقًا لتصريحات حسن راتب، أكد أنه أعطى 3 ملايين دولار لعلاء حسانين كأمانة يُرسلها إلى أحد الأشخاص، وبدلا من أن يؤدي حسانين الأمانة إلى أهلها، استولى عليها، وحين حاول حسن راتب التواصل معه لأخذ المبلغ رفض حسانين التجاوب معه، وهو ما جعله في تحقيقات النيابة يكذب ويدعّي الشراكة مع حسن راتب، وبذلك أثبت رجل الأعمال حسن راتب كذب ما قاله حسانين بأن رجل الأعمال حسن راتب كان شريكه. «ماذا قال دفاع حسانين للنيابة؟» يبدو أن نائب الشعوذة والعفاريت لم يُسخر الجن لخدمته، بل سخّر نصابًا آخر محاميًا عنه، حيث قال محمد البسلاوي، دفاع المتهم -يوم الأحد الماضي- في تحقيقات النيابة، إن البلاغ الذي قدمه حسن راتب بلاغ كيدي؛ فشريكه لم يأخذ أي أموال من رجل الأعمال، مبررًا كذبه بأنه في حال إعطائه أموالا كان من المفترض أن يوجد ورقة تُثبت ذلك، إلا أنه بعدم وجودها يسقط الاتهام عن موكله. وفور انتهاء التحقيقات، أمرت النيابة بحجز "حسانين" 24 ساعة على ذمة تحريات المباحث التكميلية، وعليه غادر حسانين بصحبة قوة أمنية مقر النيابة، متوجهًا إلى قسم شرطة أبو النمرس لقضاء فترة الحبس الاحتياطى، تمهيدًا لعرضه صباح غدًا الاثنين على النيابة رفقة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة؛ لاستكمال التحقيقات. «تاريخ حسانين يثبت صدق راتب»
تستطيع أن تلمس كذب حسانين، من خلال العودة إلى تاريخه الإجرامي، المليء بالزيف والاحتيال، ولعل قصته الأشهر في قرية تونة الجبل تثبت ذلك، تصل درجة الحرارة فى بعض الأحيان إلى مايزيد عن 45 درجة بقرية تونة الجبل، وعلى أسطح قرى فقيرة تمتلئ بالقش والبوص والمخلفات الزراعية التى يبست من ارتفاع درجة الحرارة، تندلع النيران مع كل موجة حارة، ويظهر حسانين معلنًا استخدام قواه الخارقة لمنع تكرار تلك الحرائق، مستغلا بساطة الأهالى ليحدثهم عن الجن الذى يسكن قريتهم ويؤذيهم، ليحقق بعدها شهرة واسعة كانت بداية لثراء فاحش ظهر عليه فجأة فى سنوات معدودة مطلع التسعينيات، وأعقب هذه القصة أو بالتحديد هذه الفترة، عمليات احتيال ونصب على رجال أعمال مشهورين وعدد من الفنانين الذي استطاع الكذب عليهم بزعم علاقته الفريدة من نوعها بالجن. «الكذب أوصله إلى البرلمان»
عقب الشهرة الواسعة الذي حققها بواقعة تونة الجبل، وتقمصه دور المنقذ من الحرائق، استطاع علاء حسانين أن يضفي بريقًا حوله ويلفت الأنظار، ويحصد الأصوات فى انتخابات البرلمان عامى 2000 و2005، بل والأموال أيضا، فبعد أن كان رجلا من أسرة عادية أصبح مالكا لشركة رخام كبرى، وعدد من محاجر الرخام فى المنيا، بل ووصل به الأمر إلى أن منصب وكيل اللجنة الدينية فى برلمان 2005. «اتفاق الجنتل مان» ذكرت صحف خليجية أن النائب علاء حسانين، قال ذات مرة "دارت بينى وبين الجن معركة عظيمة استمرت 120 دقيقة، لكننا فى النهاية انتصرنا عليهم، واتفقنا سويا على حل المشكلة وأخذنا عهودًا على بعضنا البعض واتفقت معهم على ألا يعودوا لما فعلوه مرة أخرى"، وذلك في عام 2004، حيث أطلق على الاتفاق الذي عُقد بينه وبين العفاريت "اتفاق الجنتل مان"؛ كى يتركوا أهالى إحدى قرى مركز البلينة فى سوهاج ويرحلوا، بعدما أحرقوا عددا من بيوت الأهالى.
«عفاريته لم تنقذه من السجن»
