الصلة بين الماسونية والمافيا هي صلة عضوية وثيقة. فمؤسس المافيا هو الكاتب الإيطالي الثوري جوزيبي مازيني، الذي كان في الوقت ذاته مؤسس الكاربوناري والكاهن الأعظم لطقس مصراييم الماسوني وزعيم النورانيين بأوروبا. ويعد كاهن الماسونية الأكبر في أوروبا في زمانه. وهو الرجل الذي راسله ألبرت بايك من أجل مناقشة مخططه الخاص بالحروب العالمية الثلاثة التي نمكن في النهاية لحكم الدجال. وكانت المافيا تعرف كذلك بكوزا نوسترا (Cosa Nostra). هذا من حيث التأسيس. أما في العصر الحديث فإن كثيرا من زعماء وأعضاء المافيا هم أعضاء في المحافل الماسونية في صقلية وإيطاليا ونيويورك وشيكاجو ولاس فيجاس وفلوريدا. وكانت أشهر الحوادث التي أظهرت الصلة بين الماسونية والمافيا والفاتيكان هي الحوادث المرتبطة لبالمحفل الإيطالي بروباجاندا دوي (P2) الذي نشط في إيطاليا منذ الستينات وحتى الثمانينات من القرن العشرين. وكان يضم حوالي 960 عضوا منهم رجال أعمال واقتصاد ووزراء ورؤساء وزارة ورجال دين وإعلاميون وقيادات للجيش والشرطة والمخابرات. وأشهر تلك الأسماء هو سيلفيو بيرلوسكوني رئيس وزراء إيطاليا. وكان على رأس ذلك المحفل ليشيو جيللي الذي ارتبط بعلاقات دولية واسعة مع المخابرات الأمريكية والسوفيتية والبريطانية و الإسرائيلية والمافيا وعدد من حكومات العالم حيث كان ضيف شرف احتفال تنصيب رونالد ريجان رئيسا للولايات المتحدة وقيل إنه ساعده على إسقاط جيمي كارتر من خلال قضية رهائن السفارة الأمريكية أثناء الثورة الإيرانية. وقد تم تهريب جيللي من سجنه بعد اعتقاله إثر التحقيقات الخاصة بنشاط المحفل. ولمعرفة مدى ارتباط الماسونية بالمافيا والفاتيكان نعرض شريحة لفترة زمنية تمتد لثمان سنوات في إيطاليا: بداية سبتمبر 1978 البابا يوحنا بولس الأول يطلب من وزير خارجيته الكاردينال جان فيلو التحقيق في عمليات بنك الفاتيكان. 28/9/1978 البابا يقدم للكاردينال فيلو قائمة بأسماء أكثر من مائة من أعضاء الفاتيكان ممن ستتم إقالتهم أو نقلهم للاشتباه في عضويتهم في المحفل الماسوني P2 29/9/1978 بعد 33 يوما من تنصيبه بابا. عثر على يوحنا بولس الأول متوفيا في فراشه. وتم تحنيط الجثة على الفور دون إجراء فحص طبي. أكتوبر 1978 تنصيب يوحنا بولس الثاني. تعليمات البابا السابق بخصوص أعضاء الماسونية في الفاتيكان أصبحت طي الماضي. 21/1/1979 مقتل إيميليو أليساندريني القاضي بميلانو الذي كان يحقق في أنشطة بنك أمبروزيانو، الذي كان مديره روبرتو كالفي (عضو P2) على صلة وثيقة بالفاتيكان وبميخائيل سيندونا (الذي كان مصرفي المافيا منذ عام 1957. وكان عضوا بـ P2. كما شارك في عمليات غسيل أموال الهيروين وتهريب العملة من خلال بنك الفاتيكان. ومول انقلاب 1969 في اليونان الذي كان عملية مشتركة بين المخابرات الأمريكية والبريطانية والمافيا. ومول محاولات انقلاب في إيطاليا وإسبانيا ودول أمريكا اللاتينية. واشترى بنك فرانكلين في الولايات المتحدة عام 1972 فأشهر البنك إفلاسه في عام 1974). 20/3/1979 مقتل مينو بيكوريللي وهو صحفي كان على وشك نشر مقالات حول أعضاء P2 25/3/1979 اعتقال ماريو سارسينللي وباولو بافي من بنك إيطاليا نتيجة لاتهامات كاذبة بعد أن ضغطا من أجل عمل تحقيقات حول روبرتو كالفي. 11/7/1979 مقتل جورجيو أمبروزيولي بعد شهادته حول العلاقة بين سيندونا وكالفي والأسقف باول مارسينكوس من بنك الفاتيكان. 13/7/1979 مقتل الضابط أنتونيو فاريسكو قائد أمن روما الذي كان يحقق في أنشطة P2 21/7/1979 مقتل بوريس جويلانو نائب رئيس شرطة باليرمو الذي كان مشتركا في التحقيقات حول أنشطة سيندونا. أكتوبر 1979 انفجار في شقة إنريكو كوشيا المدير التنفيذي لبنك فيريو الذي كان شاهدا على تهديد سيندونا لأمبروزيولي. 13/5/1980 سيندونا يحاول الانتحار في السجن. 13/6/1980 الحكم على سيندونا بـ25 عاما. 8/7/1980 روبرتو كالفي يحاول الانتحار في السجن بعد اتهامه بالاحتيال. أطلق سراحه فيما بعد. وأعيد إلى منصبه كمدير لبنك أمبروزيانو. 12/1/1981 عدد من مساهمي بنك أمبروزيانو يرسلون برسالة إلى البابا يوحنا بولس الثاني يوضحون فيها الصلات بين كالفي و P2 والمافيا وبنك الفاتيكان. 27/4/1982 محاولة قتل روبرتو روزوني نائب مدير بنك أمبروزيانو الذي كان يحاول تنظيف عمليات البنك. 17/6/1982 العثور على روبرتو كالفي مشنوقا ومتدليا من جسر الأخوة السود في لندن. وعثر في جيوبه على 12 حجرا غير مشذب، وهي إشارات ماسونية إلى الجاهل الذي يعيش في الظلام ولم يتعلم بعد. كما وجد سلم إلى جواره وهو رمز ماسوني للموت. وقيل إن سبب إعدامه هو اختلاسه لأموال تقدر بـ1.3 مليار دولار من حسابات الماسون الإنجليز، واستخدامها في تمويل شراء صواريخ إكزوسيت التي استخدمتها الأرجنتين ضد بريطانيا في حرب فوكلاند. 2/10/1982 جوزيبي ديلاشا، الموظف ببنك أمبروزيانو يهوي من نافذة البنك في بميلانو. 23/3/1986 اغتيال سيندونا بالسم في داخل سجنه بإيطاليا. بعد سجنه لعلاقته بمقتل أمبروزيولي. |