جاري تحميل ... الـــــــــحــرب الباراسيكولوچية

المشاركات الشائعة

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

المتنورين ونظريات المؤامرة

 

أوغستين بيرويل, قام بالربط بين المتنورين وبين مؤامرة سرية كبيرة.



على الرغم من أن منظمة المتنورين اختفت، إلا أن السلطات في ولاية بافاريا لم تكن قادرة على مواجهتهم بشكل كامل، ولأن المتنورين توقعوا ردة فعل السلطات لذلك قاموا سابقاً بالتخطيط وبحذر على الحفاظ على وجودهم ولكن في "أشكال أخرى". عندما أصبحت الثورة الفرنسية حقيقة واقعة، ومع صدور كتاب لـ(كريستيان لودفيغ أدولف) بعنوان " أحدث أعمال سبارتاكوس وفيلو في منظمة المتنورين", ("سبارتاكوس" هو الاسم المستعار لـ"وايسهاوبت", و"فيلو" هو الاسم المستعار لـ"فرانز"). تم الاشتباه في المنظمة أنها كانت القوة الدافعة للثورة. وفي 15 نوفمبر 1790 وتحت تأثير من فرانك اليسوعي شن ناخب بافاريا كارل تيودور هجوما جديدا على المنظمة المتوقع وجودها، وفي 1791 نشرت شرطة ميونيخ لائحة من 91 عضوا متوقعاً وتابعت على الفور أي عضو من أعضاء المتنورين سواءً كان حقيقياً أو وهمياً أو من يزعم أنه من المتنورين, ولم يكن أي شخص آمن من الاعتقال، كما أن عدد كبير من الناس كانوا ضحايا لجنون العظمة الذي أصاب الناخب. لم يتوقف الاضطهاد والاعتقال حتى توفي الناخب عام 1799. في فيينا، ليوبولد هوفمان، رئيس تحرير مجلة "وينر زايتسشريفت" "Wiener Zeitschrift", وقد كان عضواً في منظمة المتنورين في فيينا,[144] وقد اعترف أن المتنورين تسللوا داخل الماسونية التي ينتمي إليها هو شخصياً, كما أقر ان وظيفته في جامعة فيينا في عام 1792 كانت لمحاربة النظام، وجنبا إلى جنب مع الدكتور زيمرمان من هانوفر، الذي كتب مقالات حول الثورة الفرنسية وأنها كانت أحد مخططات المنظمة. وبعد أن أغلقت المجلة عام 1793, كانت قد أصدرت 14 كتيباً في فيينا وكل هذه الكتيبات تتحدث عن تلك المزاعم.

في 1797 ظهرت نظريات حول المتنورين على أنها القوة التي كانت وراء الكثير من السلبيات التي تحدث في العالم. اليسوعي الفرنسي أوغستين بيرويل اصدر المجلد الأول بعنوان "مذكرات في تنوير تاريخ اليعقوبيون" "Memoirs of Illumination of Jacobinism History", وأصدر 3 مجلدات في السنة التالية، وتم نشر نسخة مترجمة إلى الإنجليزية في نفس الوقت وقد أعيد نشر هذا الكتاب في آواخر عام 1995. في 1797 أيضا أصدر البروفيسور الاسكتلندي جون روبنسون كتاب "الأدلة على وجود المؤامرة" "Proofs of a Conspiracy". وكل هذه الكتب وغيرها تؤكد أن هذا التنظيم السري (المتنورين) كان وراء الثورة الفرنسية, وأن كل الفوضى والأحداث العشوائية والسلبية التي كانت تحدث كانت من مخططات هذه المنظمة.

مذكرات في تنوير تاريخ اليعقوبيون

يذكر أوغستين بيرويل في المجلد الأول أن فلاسفة عصر التنوير كانوا يخططون لمهاجمة الكنيسة والمجتمعات القائمة. وفي المجلد الثاني يقول إن الماسونية بشكل عام قد اتسمت بأفكار التنوير وخاصةً المحفل الماسوني الفرنسي (محفل الشرق العظيم الفرنسي), وذكر أن ذلك المحفل قد خطط للثورة الفرنسية، وأن أعضاء قيادة منظمة المتنورين في عام 1776 هم من أعطوا التعليمات لإعداد الثورة. في المجلد الثالث تعمق كثيراً في منظمة المتنورين، كما أنه استند إلى حد كبير على الوثائق المنشورة من قبل السلطات البافارية، بالإضافة إلى كتيبات ومنشورات أخرى من الأعضاء السابقين الذين انتقدوا هذه المنظمة بعد حظرها في بافاريا.

وصف أوغستين بيرويل "آدم وايسهاوبت" بأنه "عبقري الشر" ويقول ان وايسهاوبت هو ومنظمته كانوا وراء كل المؤامرات والأحداث الكبيرة التي حدثت في ذلك الوقت. وفي المجلد الرابع يشرح بالتفصيل في أربع مراحل كيف أدى وايسهاوبت ومنظمته المتنورين إلى وقوع الثورة الفرنسية. ويقول أن المنظمة بدأت سراً كمرحلة أولى مع تنظيمها بشكل هرمي واستمرت في التطور سراً. وفي المرحلة الثانية أن النظام تسلل داخل النظام الماسوني حتى سيطر عليه تماماً, وتبعهم الآلاف من أعضاء الماسونية. وجاءت المرحلة الثالثة بعد ان تم حظر المتنورين في بافاريا. ذهب اثنين من أنشط وأقوى أعضاء منظمة المتنورين للتآمر ضد فرنسا, وهو يقصد هنا ("يوهان كريستوف بودي" و"البارون وليام فون ديم باش"). ويقول أن المنظمة قامت تدريجيا بالسيطرة على الماسونية الفرنسية. والمرحلة الرابعة كانت بداية الثورة الفرنسية، كما أكد في ذلك الوقت "أن ثورة فرنسا بدأت للتو وأن هدف المتنورين هو السيطرة على بقية العالم".

الأدلة على وجود المؤامرة

كتاب الأدلة على وجود المؤامرة لجون روبنسون يحكي تقريبا نفس القصة التي رواها أوغستين بيرويل في مجلداته. وقد سبب هذا الكتاب ضجة كبيرة، وقد صدر منه طبعات جديدة في الولايات المتحدة وأوروبا ونشرت إصدارات أيضا بلغات أخرى. وهذا الكتاب أيضا مقسم إلى أربعة أجزاء رئيسية، حيث يتحدث عن الماسونية, وعن وايسهاوبت والمتنورين حتى عام 1785, ونشاطات المتنورين السرية بعد عام 1785, وكيف أن كل ذلك في النهاية أدى إلى قيام الثورة الفرنسية.

كان الدافع وراء روبنسون لكتابة هذا الكتاب هو أنه كان من الماسونيين. عندما سافر في انحاء أوروبا قام بزيارة الكثير من المحافل الماسونية, وقد أدهشته المواقف التي واجهها هناك. وبعدها اكتشف وجود أجندة خفية تهدف إلى تدمير جميع الحكومات وكافة الأديان. بالإضافة إلى أن هذه المؤامرة مبنية على وثائق نشرتها حكومة بافاريا. ورأى أن من واجبه فضح هذه المنظمة لبقية العالم.

يرى أوغستين بيرويل أن وايسهاوبت هو قائد المؤامرة التي تهدف إلى السيطرة على العالم, وبالمقارنة بين روبنسون وأوغستين بيرويل، يتميز كتاب روبنسون بالتفكير بجنون العظمة وتآمرية المنظمة.

التأثيرات

أوغستين بيرويل وروبنسون تناولا الأساس نفسه، وكان كل من منهما على علم بكتاب الآخر، وقاما بالتعليق على الكتابين. وضحا معاً أساس نظريات المؤامرة الكبرى لوايسهاوبت والمتنورين، وأن المنظمة كانت بمثابة القوة الدافعة وراء اضطرابات اجتماعية كبرى. منذ كانت مخبأة في السلطة الحاكمة، يستطيع أن يرى الشخص كل شيء ووصفه كجزء من هذه المؤامرة. وقد كانت هذه خطوة في وقت لاحق من نظريات المؤامرة وتطويرها. على الرغم من أنه يبدو وكأن الحكومات تعمل ضد بعضها البعض، مثل النازية أو الشيوعية, أو غيرها، إلا أنها تبدو وكأنها أدوات لزعماء متخفين يتحكمون في سير المؤامرات.

في عام 1798 كانت نظرية المؤامرة قد امتدت إلى الولايات المتحدة. ألقى القس "جاديديا مورس" (وهو والد صمويل مورس) موعظة في بوسطن وقد استوحى كتاب روبنسون تلك الموعظة بشكل كبير. وقال مورس للجمهور حول سرية منظمة المتنورين وكيفية وقوفها وراء الثورة الفرنسية، وكيف تم تأسيسها الآن في الولايات المتحدة، وكيف استعدت المنظمة لتولي مسؤولياتها في الولايات المتحدة. وقد تمت طباعة تلك الخطبة، وسرعان ما أزداد مورس اقتناعا أن هذا كان الواقع. هدأت بعدها المنظمة وهذأ الحديث عنها في عام 1799, ولكن في عام 1802 صدر أول كتاب حول المتنورين في الولايات المتحدة. واسم الكتاب "أدلة على الوجود الحقيقي، والميول الخطره للمتنورين" "Proofs of the Real Existence and Dangerous Tendency of Illuminati" وقد كتب من قبل الكاهن والسياسي سيث بايسون. والكتاب يلخص ماكتبه كل من أوغستين بيرويل وروبنسون ومورس، وقد نشرت منه طبعة جديدة في عام 2003, ومؤامرة المتنورين في الولايات المتحدة. كما بقيت نظريات المؤامرة على قيد الحياة في ألمانيا أيضا. وكان المحافظ اللاهوتي يوهان فون ستارك على اتصال مع أوغستين بيرويل وقد ساعده على تدوين المصادر. ولكنه أصيب بخيبة أمل عندما رأى في البداية نتيجة كتاب أوغستين بيرويل. بدأ بعدها مع نسخته الخاصة عن نظرية المؤامرة وعن المتنورين، وفي عام 1803 قام بنشر مجلدين "انتصار الفلسفة في القرن الثامن عشر"Philosophy triumph in The 18th Century". وكان الكتاب يروي إلى حد كبير نفس القصة التي روتها كتب بيرويل وروبنسون، ولكنه استخدم اسلوب معين للوصول إلى فئات جديدة من الناس.

وفي فرنسا أيضاً تم نشر عدد من المنشورات المماثلة للتي نشرت في ألمانيا والولايات المتحدة وكان ذلك في القرن الثامن عشر، وقد شكلت هذه المنشورات الأساس لمقال نشر في مجلة أدنبرة في يوليو 1906 من قبل أونا بيرش، ونشر في عام 1911 تحت عنوان "Secret societies and the French Revolution" "الجمعيات السرية والثورة الفرنسية".


الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *