بعد نحو قرابة 3 سنوات ، اسدل الستار عن قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس،
داخل كنيسة وادي النطروان بتنفيذ حكم الاعدام على القاتل .
اعدام أشعياء المقارى
وكشفت تحقيقات نيابة استئناف الإسكندرية قيام المتهمين بقتل المجني عليه الأنبا إبيفانيوس ، حيث أقر المتهم الأول خلال التحقيق معه بأنه على أثر خلافاته والمتهم الثاني مع المجني عليه، اتفقا على قتله، وكان ذلك منذ شهر سابق من تاريخ الواقعة، وأعدا له كمينا فى طريقه المعتاد من سكنه إلى كنيسة الدير لأداء صلاة قداس الأحد، وما إن شاهد المتهم الأول المجني عليه قام بالتعدي عليه، مسددًا له 3 ضربات متتالية علي مؤخرة الرأس بواسطة الأداة التي أعدها لذلك "ماسورة حديديه" قاصدًا من ذلك إزهاق روحه حالة مراقبة المتهم الثاني للطريق، والشد من أزره، وعقب تيقنهما من وفاة المجني عليه فرا هاربين.
واعترف المتهم أمام فريق البحث الجنائي برئاسة اللواء خالد عبد الحميد وكيل مباحث الوزارة بجريمته، وأرشد عن أداة الجريمة، وهو قضيب حديدي الذى تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، وتم استخدامه في عملية قتل الأسقف بضربة واحدة فوق الرأس.
وواصلت النيابة استكمال التحقيقات وسماع الشهود بعد تفريغ الكاميرات واستدعاء السائق الذي يعمل معه للاستماع لشهادته.
وكان فريق مكون من 60 محققا من جهات مختلفة من مباحث البحيرة بإشراف اللواء جمال الرشيدى وضباط الأمن العام والأمن الوطني والنيابة العامة يقومون بالتحقيق في الواقعة، وتم رفع الادلة الجنائية وتحريز كاميرات المراقبة وتمشيط الدير ومحيطه للبحث عن أي أثر يصل للقاتل، وتفتيش بعض قلالي الرهبان، وتم غلق الدير ومنع دخول أو خروج أى شخص.
وبدأت المباحث الجنائية برئاسة اللواء محمد هندى تحرياتها داخل الدير، وأكدت التحريات أن القاتل كان على دراية كاملة بمكان قلاية الأسقف وتوقيت خروجه والطريق الذى يسلكه إلى الكنيسة لحضور التسبحة.
واستمعت النيابة العامة لشهادات الرهبان وعمال الدير، والراهب أشعياء، والذي سبق وحاول الأسقف تجريده عدة مرات لارتكابه مخالفات ضد قانون الرهبنة، وكان دائم الإثارة للمشاكل، ومتمرد على حياته الرهبانية، وسبق أن صدر قرار له بالفعل فى فبراير الماضي لإبعاده عن الدير، ولكن تدخل الرهبان، وقدموا التماس لرئيس الدير والبابا، مع التماس الراهب وبكائه للأسقف، كل ذلك ساهم في إعطائه فرصة أخرى للتوبة، ولكن دون جدوى، حيث اعتاد الراهب الخروج من الدير دون إذن الأسقف.
بدت أقوال الراهب أشعياء متناقضة، ولاسيما عن توقيت وجوده بالدير أثناء القتل، ورصدته كاميرا البوابة الرئيسة للدير مع راهب آخر وعلماني فى توقيت مخالف لما قاله في أقواله، وبالتحفظ على تليفونه المحمول وتفريغ ما به وخاصة المكالمات القديمة، بدأت الخيوط تتضح بشكل أكبر، وتم التحقيق مع الراهب في مخالفات أخرى، ولكن أخلى سبيله ليعود إلى الدير، بعدها حاول الراهب الانتحار عن طريق شرب مبيد حشري، فأسرع الأمن به لمستشفى دمنهور، وتم إنقاذه ، وتم التحقيق معه في محاولة الانتحار، ليعود للدير في وقت متأخر.
وصدر قرار لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بتجريده، لارتكابه تجاوزات تخالف قوانين الرهبنة وفى نفس اليوم 5 أغسطس، وبعد تجريد الراهب، تم اقتياده من قبل الأمن إلى مقر أمنى بدمنهور لتبدأ عمليات تحقيق موسعة ومواجهته بالأدلة، وأقوال الشهود، فلم يستطيع الصمود فى كذبه طويلا حتى اعترف بشكل صريح بجريمته، وأرشد على آداة الجريمة، وبالفعل تم العثور على الأداة بناء على اعترافه، وهي قضيب حديد مستطيل في مخزن الخردة بالدير.
فى اليوم التالى حاول الراهب فلتاؤس، وهو من بين من تم التحقيق معه، الانتحار بقطع شرايين يده وإلقاء نفسه من الطابق الرابع بالدير، وتم نقله لمستشفى الأنجلو أمريكان، حيث أصيب بكسور في الحوض والساق وبعض الفقرات، وانتقل فريق من نيابة وادي النطرون، وتم الاستماع لأقوال الراهب بعد أن سمحت حالته الصحية بذلك، ولم تكشف النيابة عن طبيعة أقواله، والراهب فلتاؤوس يبلغ من العمر 33 سنة وأصبح راهبا بالدير سنة
التحليل
الباراسيكولوجى للجريمة :
التجارب والاختبارات الكنسية والفترات التمهيدية التى تسبق الحياة الرهبانية اختبارات قاسية يسقط ويترنح كل من يملك هوى او روح متسلط او حب ذات كل
لذات العالم تسقط اولا والشخص المرشح للرهبنة خاصة فى مصر يعصر فكريا وروحيا فى
معصرة كنسية لم تسقط منها ثمرة ثم يسلم كتلميذ خام الى احد الاباء ليتتلمذ على يده
ويصير له أبا ومرشدا يكشف فكره ونوياه ويطلع على اعترافته كل ذلك واكثر بخلاف
الخدمات الشاقة المدمرة لاناته وذاته وتصنع من أنسان متضع .
أكتب تعليق